lundi 6 avril 2015

مناظرة إسلام البحيري مع ممثل الأزهر

مناظرة إسلام البحيري مع ممثل الأزهر
د. م. طارق عزت

الذين انتقدوا أسلوب إسلام البحيري في التحاور علي حق
فالرجل ينفعل ويفقد السيطرة على أعصابه، وهذا يفسد جو مناظراته، بل ويبعد الناس عنه
والأسوأ من هذا وذاك، فإن انفعاله ينجر إلى التفاصيل التافهة، ويمكن محاوره من فرض مواضيع الحوار وإبعاد المناقشة إلى جزئيات تافهة.

كثير من الشخصيات العامة تلجأ إلي مدرب متخصص في خلق صورة حسنة لهم، وتمكينهم من إدارة المناقشات دون أن ينقاضوا إلى الغرق في التفاصيل والتفاهات.

أعتقد أن إسلام البحيري عليه أن يفكر في هذا، حتى يحسن الصورة التي يراها الناس، خاصة وأنه تعود على أن يتحدث وحده في حلقاته.

كنا نتمنى أن يطرق النقاش الي مواضيع تهم المجتمع وتخص تساؤلات كل يوم

ما موقف الأزهر من السلفيين؟
ما رأي الأزهر في فتوي عدم الإنفاق على الزوجة المريضة؟
ما رأي الأزهر في فتوي قتل طارق الصلاة؟
هل عدل الأزهر المناهج في مدارسه؟
ما رأي الأزهر في الذين يعترضون بالقوة والتهديد على إقامة كنيسة للمصريين الذين ذبحوا في ليبيا؟

لكن هذه الملاحظات لا يمكن أن تنقص من أي شيء يتصل بأفكاره أو تشوه جهده في شرح رؤيته الدينية التقدمية المتنورة
.
 أمام إسلام البحيري، كان المحاور محنك، خبيث، "منشى" وهادئ، بشرته كريش البط، ينزلق عليها الماء دون أن تبتل.


لذلك استطاع المناظر عبد الله رشدی أن يستدرج إسلام البحيري المناقشات لا تضر ولا تنفع؛

هل التابعين ولدوا قبل وفاة الرسول أم بعد وفاته
هل ازدري إسلام البحيري الذات الالاهية وقال أن ربنا سبحانه وتعالي عنده بال
هل نطق إسلام البحيري بلفظ "حد" في حلقة من حلقاته

بهذه المناسبة، رأيت أن عبد الله رشدی، رغم مظهره الهادئ المتمكن، ليس إلا إنسان يلجأ إلى أسلوب منحط وقذر في الحوار.

عندما إثم إسلام البحيري بازدراء الذات الالاهية، بدل كلامه واقتطع جملة من مضمونها، بحيث تفهم بمعني آخر

عندما ادعي أنه يشك في الحدود، رد عليه اسلام البحيري بأنه لم ينطق بلفظ "حد". ثم تبين أنه قال
"ما فيش حد شاف كذا وكذا"، أي  حد بمعني "شخص" ، وليس بمعني حد من حدود الدين.

بأسلوب التصيد هذا، بصق عبد الله رشدی في وجه الأزهر وأهدر سمعته، وبدي للناس مؤسسة حقيرة وضيعة عفنة، أصبحت بلا حجة ولا برهان، فتلجأ إلي التزوير في المعني، ثم تتهم معارضيها بالكذب.

مع ذلك، فإن هناك نقطتان هامتان تطرق اليهما الحوار

النقطة الأولي هي أن عبد الله رشدی كذب حين قال إن الأزهر هو، حسب الدستور، المرجع الوحيد في شؤون الإسلام
   
الأزهر هو، حسب الدستور هو المرجع الأساسي وليس الوحيد، ومعني هذا أن الناس لن تسكت، ولن ترك عصابة محترفي التزوير والزندقة تستفرد بالبلد لفرض أفكار العصور الوسطي والتشبث بالمال والصولجان

الشيء الإيجابي في تفنيد هذه المغالطة، هو أن الناس بدأت تهتم بما يقوله الدستور، وبذلك أسهم الأزهر في توعية الشعب، واعلامه بنص الدستور في هذا الشأن

مادة 65
حرية الفكر والرأي مكفولة. ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر

مادة 65
يحظر بأي وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الاعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها. ويجوز استثناء فرض رقابة محددة عليها في زَمن الحرب أو التعبئة العامة. ولا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بطريق النشر أو العلانية، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن في أعراض الأفراد، فيحدد عقوباتها القانون

الواضح من هذا الجزء من الحوار أن الأزهر لا يدافع عن الدين ، ولا يبحث عن اقرار الثوابت، بل أن الأزهر استف في صفوف الثرى المضادة ، وأن الهجوم علي إسلام البحيري ليش هدفه إسقاط إسلام البحيري وحده، بل هو تسكعت الشعب كله ، وفرض الوصاية علي الفكر والنقد والإجتهاد، وضرب الحريات الأساسية التي اقرها الدستور عرض الحائط

 
النقطة الثانية هي زواج الصغيرات،
لقد فضح إسلام البحيري الفكر الإجرامي الذي يبثه الأزهر، بحجة أن قدامي الفقهاء أفتوا بجواز نكاح الصغيرات، الذي هو جريمة اغتصاب بل وجريمة دعارة كذلك، حيث أن والي الصغيرة يتقاضى المهر دون أن يأخذ برأي الفتاة، مقابل تسليم جسدها لشهوة المشتري.
اضطر عبد الله رشدی إلى ألتحج بأن كل هذا في مجتمعات قديمة، وأن لكل شعب تقاليده ولكل زمان احكامه.
هذا الكلام المعسول لا يعقله عاقل. كلنا نعرف أن سياسة المتأسلمين وتجار الدين سياسة يحكمها ألجبن، ومبدأ تمسكن حتى تتمكن









الدليل علي ذلك هو أنه بمجرد وصول الاخوان المسلمين إلي السلطة، كانت في مقدمة برنامجهم التشريعي هو عدم تجريم ختان البنات، و عدم فرض حد أدني لسن لزواجهن بحجة أن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج من السيدة عائشة رضي الله عنها وكانت في سن التاسعة.
عندما كان الإخوان متمكنين، لم يقولوا أن لكل شعب تقاليده ولكل زمان احكامه، بل قالوا أن هذا شرع الله وحكم ألسنة.

اليوم، وقد تحررت الكلمة، وظهرت حقيقة مشايخ الزندقة، فإن الأزهر يستميت في التصيد لإسلام البحيري خوفاً على سلطته، كي يتمكن من تغييب الناس وفرض سيطرة قوي الرجعية والتعتيم الذي يمثلها






فكر متخلف، وعقلية متعفنة

والأزهر لا يستهدف إسلام البحيري وحده، هناك كثيرين اخرين، منهم إبراهيم عيسى، والشيخ عبد الله نصر وفاطمة ناعوت، علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر
المناظرة هي مواجهة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، والأزهر ليس لديه أي فكر ولا اي حجة.
كيف تكون هناك مناظرة إذن؟

علينا أن نهتدي بمثل اخواننا في تونس، بعد أن قتل الإسلاميين وجه بارز من معارضيهم، نزل الناس إلى الشارع وازاحوا تجار الدين من السلطة

لكن لماذا ننتظر اغتيال رمز من رموز التجديد حتى نتحرك؟


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire